النصب فى قسم الثالث
وَالنّصب بِالْجَوَابِ بِالْفَاءِ
قَوْلهم أكْرم زيدا فيكرمك وَتعلم الْعلم فينفعك نصبت يكرمك وينفعك لِأَنَّهُ جَوَاب الْأَمر بِالْفَاءِ وَكَذَلِكَ القَوْل فِي جَمِيع أخواتها
قَالَ الله جلّ وَعز فِي الشُّعَرَاء {فَلَا تدع مَعَ الله إِلَهًا آخر فَتكون من الْمُعَذَّبين} وَقَالَ جلّ ذكره فِي الْأَعْرَاف {فَهَل لنا من شُفَعَاء فيشفعوا لنا أَو نرد فنعمل} نصب فَتكون لِأَنَّهُ جَوَاب النَّهْي بِالْفَاءِ وَنصب فيشفعوا أَو نرد فنعمل لِأَنَّهُ جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْفَاءِ
وَأما قَوْله فِي الْأَنْعَام {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه مَا عَلَيْك من حسابهم من شَيْء وَمَا من حِسَابك عَلَيْهِم من شَيْء فَتَطْرُدهُمْ فَتكون من الظَّالِمين} مَعْنَاهُ وَالله أعلم وَلَا تطرد فَتكون من الظَّالِمين تظلمهم فَتَطْرُدهُمْ فَقدم وَأخر
وَالنّصب بالتعجب
قَالَ الله جلّ وَعز فِي الشُّعَرَاء {فَلَا تدع مَعَ الله إِلَهًا آخر فَتكون من الْمُعَذَّبين} وَقَالَ جلّ ذكره فِي الْأَعْرَاف {فَهَل لنا من شُفَعَاء فيشفعوا لنا أَو نرد فنعمل} نصب فَتكون لِأَنَّهُ جَوَاب النَّهْي بِالْفَاءِ وَنصب فيشفعوا أَو نرد فنعمل لِأَنَّهُ جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْفَاءِ
وَأما قَوْله فِي الْأَنْعَام {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه مَا عَلَيْك من حسابهم من شَيْء وَمَا من حِسَابك عَلَيْهِم من شَيْء فَتَطْرُدهُمْ فَتكون من الظَّالِمين} مَعْنَاهُ وَالله أعلم وَلَا تطرد فَتكون من الظَّالِمين تظلمهم فَتَطْرُدهُمْ فَقدم وَأخر
وَالنّصب بالتعجب
قَوْلهم مَا أحسن زيدا وَمَا أكْرم عمرا هُوَ فِي التمثال بِمَنْزِلَة الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ كَأَنَّهُ قَالَ شَيْء حسن زيدا وحد التَّعَجُّب مَا يجده الْإِنْسَان من نَفسه عِنْد خُرُوج الشَّيْء من عَادَته
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ هَذَا لَا يُقَاس عَلَيْهِ لِأَن قَوْلهم مَا أعظم الله لَا يجوز أَن تَقول شَيْء عظم الله فَرد عَلَيْهِم قَوْلهم وَقَالَ البصريون لَا يذهب الْقيَاس بِحرف وَاحِد وَقَالُوا لَا يَجْعَل فَاعله مَفْعُولا وَلَا مَفْعُوله فَاعِلا وَمن شَأْن الْعَرَب الوسع فِي كل شَيْء وَمعنى مَا أعظم الله مَا أعظم مَا خلق الله وَمَا أحسن مَا خلق
وَالنّصب الَّذِي فَاعله مفعول ومفعوله فَاعل
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ هَذَا لَا يُقَاس عَلَيْهِ لِأَن قَوْلهم مَا أعظم الله لَا يجوز أَن تَقول شَيْء عظم الله فَرد عَلَيْهِم قَوْلهم وَقَالَ البصريون لَا يذهب الْقيَاس بِحرف وَاحِد وَقَالُوا لَا يَجْعَل فَاعله مَفْعُولا وَلَا مَفْعُوله فَاعِلا وَمن شَأْن الْعَرَب الوسع فِي كل شَيْء وَمعنى مَا أعظم الله مَا أعظم مَا خلق الله وَمَا أحسن مَا خلق
وَالنّصب الَّذِي فَاعله مفعول ومفعوله فَاعل
مثل قَول الله جلّ وَعز فِي آل عمرَان {قَالَ رب أَنى يكون لي غُلَام وَقد بَلغنِي الْكبر} والحدثان للمخلوق لَا للكبر وَمثله فِي مَرْيَم {واشتعل الرَّأْس شيبا} والحدثان للشيب لَا للرأس وَمَعْنَاهُ وَقد بلغت الْكبر
الزناء يمد وَيقصر والبكاء أَيْضا وَالْوَجْه كَمَا كَانَ الرَّجْم عُقُوبَة الزناء
وَالنّصب من نِدَاء النكرَة الموصوفة
وَالنّصب من نِدَاء النكرَة الموصوفة
قَوْلهم يَا رجلا فِي الدَّار وَيَا غُلَاما ظريفا ونصبت لِأَنَّك ناديت من لم تعرفه فوصفته بالظرف وَنَحْوه قَول الله تبَارك وَتَعَالَى فِي يس {يَا حسرة على الْعباد}
وَقَالَ الشَّاعِر
(فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... نداماي من نَجْرَان أَن لَا تلاقيا {
وَقَالَ آخر
(يَا ساريا بِاللَّيْلِ لَا تخش ضلة ... سعيد بن سلم ضء وكل بِلَاد) وَقَالَ آخر
(أدَار بحزوى هجت للعين عِبْرَة ... فماء الْهوى يرفض أَو يترقرق
وَقَالَ آخر
(فيا موقدا نَارا لغيرك ضوءها ... وَيَا حَاطِبًا فِي غير حبلك تحطب)
فنصب رَاكِبًا وساريا وموقدا ودارا لِأَنَّهَا نِدَاء نكرَة مَوْصُوفَة
وَأما قَول الْأَعْشَى
(قَالَت هُرَيْرَة لما جِئْت زائرها ... ويلي عَلَيْك وويلي مِنْك يَا رجل)
وَقَول كثير
(لَيْت التَّحِيَّة كَانَت لي فأشكرها ... مَكَان يَا جمل حييت يَا رجل)
فَرفع رجلا وَهُوَ نكرَة وَإِنَّمَا رَفعه لِأَنَّهُ قَصده فَسَماهُ بِهَذَا الِاسْم فَكَأَنَّهُ جعله معرفَة
وَأما قَول الآخر
(سَلام الله يَا مطر عَلَيْهَا ... وَلَيْسَ عَلَيْك يَا مطر السَّلَام)
فَإِنَّهُ نون مَطَرا اضطرارا ويروى بِالنّصب منونا
وَأما قَول الآخر
(إِنِّي وأسطارا سطرن سطرا ... لقَائِل يَا نصر نصرا نصرا)
فَإِنَّهُ أَرَادَ أَعنِي نصرا وأدعو نصرا وَقَالَ بَعضهم كَأَنَّهُ قَالَ يَا نصر نصرا كَمَا تَقول صَبر وحديثا أَي اصبر وَحدث ويروى وأسطار بالخفض على الْقسم
وَالنّصب من الإغراء
وَقَالَ الشَّاعِر
(فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... نداماي من نَجْرَان أَن لَا تلاقيا {
وَقَالَ آخر
(يَا ساريا بِاللَّيْلِ لَا تخش ضلة ... سعيد بن سلم ضء وكل بِلَاد) وَقَالَ آخر
(أدَار بحزوى هجت للعين عِبْرَة ... فماء الْهوى يرفض أَو يترقرق
وَقَالَ آخر
(فيا موقدا نَارا لغيرك ضوءها ... وَيَا حَاطِبًا فِي غير حبلك تحطب)
فنصب رَاكِبًا وساريا وموقدا ودارا لِأَنَّهَا نِدَاء نكرَة مَوْصُوفَة
وَأما قَول الْأَعْشَى
(قَالَت هُرَيْرَة لما جِئْت زائرها ... ويلي عَلَيْك وويلي مِنْك يَا رجل)
وَقَول كثير
(لَيْت التَّحِيَّة كَانَت لي فأشكرها ... مَكَان يَا جمل حييت يَا رجل)
فَرفع رجلا وَهُوَ نكرَة وَإِنَّمَا رَفعه لِأَنَّهُ قَصده فَسَماهُ بِهَذَا الِاسْم فَكَأَنَّهُ جعله معرفَة
وَأما قَول الآخر
(سَلام الله يَا مطر عَلَيْهَا ... وَلَيْسَ عَلَيْك يَا مطر السَّلَام)
فَإِنَّهُ نون مَطَرا اضطرارا ويروى بِالنّصب منونا
وَأما قَول الآخر
(إِنِّي وأسطارا سطرن سطرا ... لقَائِل يَا نصر نصرا نصرا)
فَإِنَّهُ أَرَادَ أَعنِي نصرا وأدعو نصرا وَقَالَ بَعضهم كَأَنَّهُ قَالَ يَا نصر نصرا كَمَا تَقول صَبر وحديثا أَي اصبر وَحدث ويروى وأسطار بالخفض على الْقسم
وَالنّصب من الإغراء
قَوْلهم عَلَيْك زيدا ودونك عمرا ورويدك مُحَمَّدًا ورويد عمرا نصبته بالإغراء قَالَ الله جلّ وَعز فِي الْمَائِدَة {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا عَلَيْكُم أَنفسكُم} فنصب على الإغراء وَقَالَ الشَّاعِر
(فعد عَن الصِّبَا وَعَلَيْك هما ... توقش فِي فُؤَادك واختبالا)
نصب هما بالإغراء وَقَالَ آخر
(رويدا عليا جد مَا ثدي أمه ... إِلَيْنَا وَلَكِن بغضه متماين)
ويغرى بكذلك ايضا قَالَ الشَّاعِر
(أَقُول وَقد تلاحقت لمطايا ... كَذَاك القَوْل إِن عَلَيْك عينا)
نصبت القَوْل بالإغراء وَمعنى الإغراء الزم واحفظ
وَالنّصب من التحذير
(فعد عَن الصِّبَا وَعَلَيْك هما ... توقش فِي فُؤَادك واختبالا)
نصب هما بالإغراء وَقَالَ آخر
(رويدا عليا جد مَا ثدي أمه ... إِلَيْنَا وَلَكِن بغضه متماين)
ويغرى بكذلك ايضا قَالَ الشَّاعِر
(أَقُول وَقد تلاحقت لمطايا ... كَذَاك القَوْل إِن عَلَيْك عينا)
نصبت القَوْل بالإغراء وَمعنى الإغراء الزم واحفظ
وَالنّصب من التحذير
قَوْلهم رَأسك والحائط والأسد الْأسد مَعْنَاهُ احذر الْأسد قَالَ الله عز وَجل {فَقَالَ لَهُم رَسُول الله نَاقَة الله وسقياها} وَمَعْنَاهُ احْذَرُوا نَاقَة الله أَن تمسوها بِسوء
وَقَالَ الشَّاعِر
(أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أَخا لَهُ ... كساع إِلَى الهيجا بِغَيْر سلَاح)
وَقَالَ آخر
(فطر خَالِدا إِن كنت تَسْتَطِيع طيرة ... وَلَا تقعن إِلَّا وقلبك حاذر)
نصبت خَالِدا على التحذير
وَالنّصب من اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ
وَقَالَ الشَّاعِر
(أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أَخا لَهُ ... كساع إِلَى الهيجا بِغَيْر سلَاح)
وَقَالَ آخر
(فطر خَالِدا إِن كنت تَسْتَطِيع طيرة ... وَلَا تقعن إِلَّا وقلبك حاذر)
نصبت خَالِدا على التحذير
وَالنّصب من اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ
مثل قَوْلهم أَتَانِي خَمْسَة عشر رجلا ومررت بِخَمْسَة عشر رجلا وَضربت خَمْسَة عشر رجلا صَار الرّفْع وَالنّصب والخفض بِمَنْزِلَة وَاحِدَة لِأَنَّهُ اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ ضم أَحدهمَا إِلَى الآخر فألزمت فيهمَا الفتحة الَّتِي هِيَ أخف الحركات وَكَذَلِكَ تَقول فِي معد يكرب وحضرموت وبعلبك بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ قَالَ الله عز وَجل فِي المدثر {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} نصب وَمحله الرّفْع لِأَنَّهُ خبر الصّفة وَتقول لَقيته كفة كفة وعَلى هَذَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس
(لقد أنكرتني بعلبك وَأَهْلهَا ... وَلابْن جريج كَانَ فِي حمص أنكرا)
نصب بعلبك لِأَنَّهُ اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ
وَأما قَول الْأَعْشَى
(وكسرى شهنشاه الَّذِي سَار ملكه ... لَهُ مَا اشْتهى رَاح عَتيق وزنبق)
فَهَذِهِ الْهَاء من شهنشاه تتبع مَا بعْدهَا من رفع وَنصب وخفض تَقول شهنشاه ادخل شهنشاه اذْهَبْ شهنشاه اضْرِب فَإِذا رقفت قلت شهنشاه
وَالنّصب بِخَبَر مَا بَال وَأَخَوَاتهَا
نصب بعلبك لِأَنَّهُ اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ
وَأما قَول الْأَعْشَى
(وكسرى شهنشاه الَّذِي سَار ملكه ... لَهُ مَا اشْتهى رَاح عَتيق وزنبق)
فَهَذِهِ الْهَاء من شهنشاه تتبع مَا بعْدهَا من رفع وَنصب وخفض تَقول شهنشاه ادخل شهنشاه اذْهَبْ شهنشاه اضْرِب فَإِذا رقفت قلت شهنشاه
وَالنّصب بِخَبَر مَا بَال وَأَخَوَاتهَا
قَوْلهم مَا بَال زيد قَائِما وَمَالك ساكتا وَمَا شَأْنك وَاقِفًا قَالَ الله جلّ ذكره فِي {سَأَلَ سَائل} {فَمَال الَّذين كفرُوا قبلك مهطعين} وَفِي المدثر
(فَمَا لَهُم عَن التَّذْكِرَة معرضين) نصب مهطعين ومعرضين لِأَنَّهُمَا خبر مَال وَمثله فِي النِّسَاء {فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين فئتين} لِأَنَّهُ خبر مَال
قَالَ الرَّاعِي
(مَا بَال دفك بالفراش مذيلا ... أقذى بِعَيْنِك أم أردْت رحيلا)
نصب مذيلا لِأَنَّهُ خبر مَا بَال
(فَمَا لَهُم عَن التَّذْكِرَة معرضين) نصب مهطعين ومعرضين لِأَنَّهُمَا خبر مَال وَمثله فِي النِّسَاء {فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين فئتين} لِأَنَّهُ خبر مَال
قَالَ الرَّاعِي
(مَا بَال دفك بالفراش مذيلا ... أقذى بِعَيْنِك أم أردْت رحيلا)
نصب مذيلا لِأَنَّهُ خبر مَا بَال
Comments
Post a Comment